بثينة خضر مكي

بثينة خضر مكي

بثينة خضر مكي روائية وكاتبة سودانية .مؤسس «رابطة الأديبات السودانيات» في جمهورية السودان، ومؤسس «مركز بثينة خضر مكي للإبداع والتنوير والفنون» .عضو مؤسس في «الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين» وعضو «اتحاد الكتاب العرب».

حاصلة على بكالوريوس في الآداب عام 1978 من «جامعة الملك سعود» في السعودية .

شغلت منصب رئيس «رابطة الأديبات السودانيات» ، كأول رئيس لها، وعضوية «المجلس الوطني السوداني».

لها العديد من الروايات والكتب ، يرونها في بلاد النيل، أيقونة الرواية السودانية النسائية ، ويراها المثقفون كثيرة الإنتاج، متفردة الأسلوب، تجمع بين الأدب السياسي والاجتماعي والنفسي ، تبدع في كل ما تطرحه مستخدمة تقنيات وأساليب كتابة الرواية الحديثة.

رحلة طويلة خاضتها بثينة مكي حين بدأت من الكتابة الصحفية إلى القصة القصيرة، ثم إلى مجال الرواية، فتميزت، وأبدعت في عدة روائع أدبية .

إصداراتها :

لها من العديد من الروايات و الكتب منها روايات :

– أغنية النار

– صهيل النهر

– حجول من شوك

إضافة إلى مجموعاتها القصصية :

– النخلة والمغنى .

– أشباح المدن .

– أطياف الحزن .

– رائحة الخريف .

نالت «وسام العلم والآداب والفنون الذهبي» من السودان عام 2003 .

و«جائزة الشهيد الزبير للإبداع والتميز العلمي»،

كما كرمت من «سفارة جمهورية السودان» في المملكة العربية السعودية عام 2018.

ثمة فضاء سردي يدرك خصوصية البيئة المحلية المحكي عنها في أعمال القاصة والروائية السودانية بثينة خضر مكي، ويحضر الواقع السوداني بتفاعلاته، وتحولاته، بل وعبر التوصيفات التي تصنعها الكاتبة لطبيعة المكان السوداني ذاته بامتداده شمالاً، وجنوبًا.

تتسِّم عناوين نصوصها بصفة أسلوبية محددة، بحيث تعتمد في بنيتها اللغوية على علاقة الإضافة، مثل:

أغنية النار/ أشباح المدن/ صهيل النهر/ أطياف الحزن/ رائحة الخريف/ أهزوجة المكان…

وفي مجموعتها القصصية “صحوة قلب”، (الصادرة عن مؤسسة مجاز الثقافية)، ثمة مضاف ومضاف إليه أيضًا، ينتجان علاقة دلالية وجمالية جديدة.

ثنائيات متعارضة

تتشكل مجموعة “صحوة قلب”، من ست عشرة قصة قصيرة تبدأ بـ “الخواجية” وتنتهي بـ “الولف كتّال”، وفيهما يبرز الفضاء السوداني ببساطته واختلافه.

في “الخواجية” ثمة استحضار لتيمة الأنا والآخر التي رصدتها الكاتبة السودانية من منطق اعتادته السردية العربية في مناح مختلفة: (الشرق والغرب/ التراث والحداثة/ الموروث والعلم).

ديفيد مثلاً يصطحب زوجته بحثًا عن علاج بديل مصحوبًا بنصيحة الأب الخبير بثنايا السودان، إدوارد، الذي كان أحد رجالات الحكم الإنكليزي في الإدارة المحلية للسودان.

ينهض النص على هذا التقابل، المفضي إلى التعايش بين إدوارد والعمدة بركات الذي عمل معه من قبل. و”ديفيد” الابن مع “عمران” ابن بركات أيضًا، الذي يكون دليلا في رحلة مثيرة وطريفة داخل السودان، تتعرض فيها الفتاة الإنكليزية إلى الإصابة في ساقيها بعدما استهواها ركوب التيس الذي أوقعها كما المتوقع.

وحينما تذهب إلى الشيخ المداوي، وتتغامز النساء على جرأتها، يضمد لها الرجل جرحها دون أن يلتفت ولو لمرة واحدة إلى الجسد اللدن الطري بين يديه، أو ربما التفت دون أن يثبت السرد ذلك.

ينهض النص على مبدأ الثنائيات المتعارضة، لكنّ القوس ينفتح قليلا هنا، عبر النهاية الدالة للنص، حين تنتهي القصة بخاتمة مفتوحة، حيث استهوت حركات الدراويش وتمايلاتهم ديفيد الباحث عن علاج يفوق ما أنتجته مصانع الحداثة الغربية والتقدم!، وهي مفارقة أخرى، تبررها دراميا خبرة إدوارد بالمكان والدهشة التي انتابت الزوجين الأوروبيين من مجتمع مغاير يسعيان لاكتشافه.

في “الماشطة”، ثمة استهلال سردي يُدخل المتلقي في متن الحدث القصصي مباشرة (مسرة كانت ماشطة الحي)، وحكي متدفق عن ولد يرقب النسوة وهنّ يتزين عند والدته “الماشطة”.

عثمان تستهويه إحدى هؤلاء الجميلات، زوجة الوزير المرشح، التي ترسل ابنها معه فيما بعد لدراسة الطب فيكون في خدمته، في استمرار لتوارث الأوضاع الطبقية ذاتها. يعود عثمان ولا يعود الابن المدلل الذي يترك الطب نهائيًا.

تتواتر الجمل السردية فيما بعد محدثة فجوات نصية غير مبررة، وصانعة نهاية مبتورة لقصة كانت تحوي إمكانات سردية جيدة.