رمضان إسماعيل محمد الرواشدة ويشتهر رمضان الرواشدة ، كاتب وصحفي أردني…ولد سنة 1964 في إربد ، الأردن .
حصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة اليرموك عام 1988،ثم حصل على دبلومة في الكتابة الصحفية المتقدمة من معهد ثومسون فاونديشن للدراسات بجامعة كارديف في ويلز، المملكة المتحدة عام 2000.
بدأ عمله مترجمًا ومحررًا بجريدة الشعب عام 1989، واستمر بها حتى عام 1999، ثم كاتبًا صحفيًا في جريدة الرأي الأردنية بين عامي 1994 و2003، ومراسلًا لإذاعة الشرق في باريس بين عامي 1999 و2003، ومراسًا لجريدة المستقبل اللبنانية بين عامي 2000 و2003، قبل أن يعمل مستشارا إعلاميا لرئيس الوزراء من 27 أكتوبر 2003 وحتى 18 أبريل 2005، ثم منسقًا للعلاقات العامة في مكتب رئيس الديوان الملكي الهاشمي من 18 أبريل وحتى 11 ديسمبر 2005. عمل بعد ذلك مديرًا عامًا لوكالة الأنباء الأردنية «بترا» منذ عام 2007.
وفي عام 2012، قرر مجلس الوزراء الأردني تعيين الرواشدة مديرًا عامًا للتلفزيون الأردني خلفًا لعدنان الزعبي.
انتخبته الجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية والتي انعقدت بالكويت نائبًا أول لرئيس اتحاد إذاعات الدول العربية لمدة عامين.
وفي أكتوبر 2018، قرر الاتحاد العام للمنتجين العرب تعيين الرواشدة رئيسًا لمهرجان القاهرة للتلفزيون والبث الفضائي ضمن فعاليات مونديال القاهرة للإعلام العربي بناءً على خبرته في مجال التليفزيون والبث الفضائي.
الرواشدة عضو مؤسس في الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان، وعضو مؤسس في تحالف الحركة العالمية للديمقراطية، وعضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية بنادي دبي للصحافة، وعضو مجلس كلية الإعلام بجامعة اليرموك، وعضو مجلس إدارة إذاعة اليرموك إف إم، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين، وعضو اتحاد الكتّاب العرب.
نشر الرواشدة أولى رواياته عام 1992 بعنوان «من حياة رجل فاقد الذاكرة» أو «الحمراوي»، وقد فازت بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية عام 1994،وتروي قصة رجل فقد ذاكرته وبدأ يرى على أثر هذا الفقدان للذاكرة أشياء غريبة ويروي قصصًا طريفة.والرواية الثانية «أغنية الرعاة» صدرت عام 1998.وبعد ثمان سنوات، صدرت ثالث رواياته بعنوان «النهر لن يفصلني عنكِ»، ويدور محورها حول نهر الأردن وفلسطين. وفي روايته الرابعة «جنوبّي» كانت السيرة الذاتية واضحة، فذكر الكاتب انتقاله بأسرته من إربد إلى معان إلى عمّان، ثم الدراسة في جامعة اليرموك، ثم عمله في الصحافة،فقد تناولت مراحل من حياته الاجتماعية والحزبية والسياسية، كما جسدت واقع حال الأردني في تعامله مع محيطه، وكيفية تعاطي المجتمع الأردني خاصة أبناء الجنوب مع قضاياهم سواء كانت أحداثا داخلية، أو خارجية كالقضية الفلسطينية.
قائمة مؤلفاته
«انتفاضة وقصص أخرى» (قصص) .
«من حياة رجل فاقد الذاكرة» أو «الحمراوي» (رواية)،
«تلك الليلة» (قصص)،
«أغنية الرعاة» (رواية) ،
«النهر لن يفصلني عنكِ» (رواية )
«جنوبي»
حاز على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، عن رواية «الحمراوي»، 1994
و جائزة الحسين للإبداع الصحفي 2021
فاز المسلسل الإذاعي المقتبس من رواية «الحمراوي» بجائزة أفضل نص وإخراج في مهرجان الإذاعات العربية الذي أقيم في تونس في سبتمبر 2005.
أن تقرأ نصوص الرواشدة بأدوات النقد التقليدي، وعلى أنها روايات كلاسيكية، فإن ذلك لن يصل بك إلى نتيجة منصفة، فالنصوص الثلاثة إضافة لمجموعتين قصصيتين، هي حصيلة إبداعه السردي على مدار ثلاثة عقود) يمكن تصنيفها أولا على أنها «نوفوتيلا» كما اعتاد متابعو الأدب السردي في مصر وصف الروايات القصيرة، والتي تذكّر بما كنا نقرأه ونحن صغار من روايات أجاثا كريستي وأرسين لوبين وألفرد هيتشكوك.
مع الإشارة إلى أن النوفوتيلا ليس بالضرورة أن تعالج موضوعات الإثارة البوليسية والجرائم وما إلى ذلك، لكن المراد تقريب الصورة من حيث حجم النص.
اخترت له كتاب ( النهر لن يفصلني عنك )…
استحضار التاريخ
النهر لن يفصلني عنك رواية تحتفي باللغة وتحفل بالتاريخ، لكن ليس على طريقة التوثيق، وإنما الابتداع والخلق والاستحضار، فهي تنبش التاريخ من جهة محددة، جهة البحث عن البطولة، وهي أيضا تحتفي بالنص الصوفي الذي بدا في أكثر من مكان على لسان بطل الرواية.
يتبين الخيط الرفيع بين روايتَي رمضان الحمراوي وهذه، من حيث اشتراك بطلَي الروايتين في الانتماء الجنوبي، لكن البطل في الحمراوي كان محددا بالخروج تماما من رحم الوطن للبحث عن فرصة حياة أخرى خارج حدود الوطن الذي ما فتئ ينزف ظلما وتماديا من فئات حاولت أن تسرق ابتسامة أطفاله. هذا البطل يقرر في اللحظة الأخيرة أمام المطار تماما -كحالة مؤذنة بالسفر- أن يمزق جواز سفره كدليل على أن البقاء في الوطن رغم قسوته هو القرار الأخير، أما الجنوبي الآخر في رواية النهر لن يفصلني عنك فقد توقف ليستحضر تداعيات التاريخ عبر حوار داخلي استحضر فيه كينونة الأمة وحالات احتضارها ليعلن أنه سيعبر الجسر، لكن العبور هذه المرة لن يكون باتجاهٍ بَعد آخر، وإنما من الروح إلى الروح، ومن الجسد الأصغر إلى الجسد الأكبر، تتويجا لإرهاصات البطل في البحث عن حالة توحد أمام طغيان حالة التشرذم والخلاف والابتعاد عن الانحياز لكينونة الأمة.
الرواية عند رمضان الروائي (والراوي الذي هو الأنا أو الذات) لا تقول كل ما عندها، بل إن بطلها يتعمد أن يبقي الرؤية مفتوحة على أكثر من احتمال، وحين تنحاز الرواية في مقاطع عدة للنص الشعري، فإن الراوي يريد أن يؤكد حميمية القضية التي يتبناها.
نحن أمام نص لا يبوح كثيرا، وإن باح فبوحه حميم، يمزج بين الروائي والشعري، وتنزاح فيه اللغة أحيانا كثيرة إلى لغة الشعر وإلى لغة الصوفيين في البحث عن الخلاص من الجسد وتخليد الروح، والرواية هنا خرجت عن المألوف المعروف في النسج الروائي، فالأشخاص والأحداث والزمان اجتمعت كلها في مكان ضيق لكنه واسع، أوسع حتى من المدى نفسه، لأنها تدور في ذات الراوي عبر الحوار الداخلي الذي يفضي إلى رسم لوحة تشكيلية لبطل يبحث عن البطولة التي تجلب الخلاص، والتي لا يجدها إلا بظهور الحارث الثالث ملك البترا النبطي العربي، الذي يسعى كما تخيل الراوي لتحرير المدينة الأسيرة غربي النهر. وأراد الروائي من استحضار شخصية الحارث الإشارة إلى أن أمة ضربت جذورها بعيدا في التاريخ حتى لو استكانت أو أخلدت للسكون السلبي في مرحلة من مراحلها، فإنها ما تزال تحترف عشق الثورة وتشعل روح التمرد الذي هو بلا شك قادم.