سعد بن محمد، واحد من الكتاب السعوديين المعاصرين الذين حققوا بصمة خلال الفترة الماضية بمسيرته الأدبية،
هو كاتب، رسّام وشاعر بما يتعلّق بالنفس الانسانية!؟
بل قل هو مبدع .
سعد بن محمد طبيب لم يكمل دراسة الطب … خبير محاسبة لم يتعاط بلغة الأرقام
رسّام يعرض لوحاته في منزله فقط ولكنه بارع وبارع جداً في وصف النفس البشرية.
من الطب إلى الفلسفة
وبحسب ما يقول :
بدأت رغبته في الكتابة كرغبة ملحة للتعبير والبوح، ضمن أدوات أخرى مثل الرسم والألوان، فهو يفرغ طاقاته في لوحات زيتية، فبعد دخوله كلية الطب أتاحت له دراسة العلوم الإنسانية، ومزج الحسيات والخيالات والواقع الموجود في جسم الإنسان، مما بلور لديه نظرة خاصة لما حوله.
رحلته مع الكتابة رحلة مغامرات واكتشافات.
ومع الرسم يقول :
أرسم ما أعجز عن كتابته لأعبر عنه في لوحات زيتية .
في حديث خاص له قال:
“ربما حان الوقت للظهور والحديث عن عمق التجربة الذاتية/ الإنسانية في رحلة اكتشاف الذات، حتى يستفيد منها من يتشابهون معي، وهم غير قليل”.
وأضاف سعد، إن “أي فكرة أعجز عن كتابتها، فإني ألجأ لرسمها حتى أعبر عنها، وهذا ما أفعله اليوم في هذا المعرض”.
ولأن القراءة بالنسبة للروائيين مصدر للمخزون الفكري، ثابر سعد بن محمد في الفترة الأولى على قراءة الفلسفة ودراساتها القديمة، فتركت بصمة واضحة في فكره ونهجه، وصولاً إلى رؤية خاصة في الكتابة الاكتشافية، حاول أن يتنفس فيها بحريته دون قيود، يكتب ما يكتب ويرسم ما يرسم دون أن يطلع عليه أحد.
تلك التجربة أثمرت عن فكرة لكتابه الأول “أنا”، قال :
“الإصدار عبارة عن مجموعة من المقولات والأفكار التي جمعتها على مدى السنين، كانت مجموعة من الترسبات، منها ما قيل ومنها ما كتبته”.
أما كتابه الثاني (أنا… مرة أخرى)، فهو إصدار يعتبر في شكل عملي، وهو الجزء الثاني من الكتاب الأول، ويصر سعد على أن النتاج الفكري للإنسان، هو إعادة صياغة فقط، وهي قضية ربما تكون فلسفية أكثر من كونها روائية، الأمر الذي جعله لا يذكر اسمه على الإصدارين الأول والثاني.
«خلف الأنا» أحد كتبه
يتحدث فيه عن موضوع الأنا أو موضوع “الأناوات” و هو موضوع حسّاس ومهم و يعني بالاناوات: الـ “EGO”
والـ ALTER” EGO”
والـ UPPER EGO
و تابع قوله : انطلقت ومنذ بدايتي في الكتابة مسلّماً بوجود اناس يشبهونني وما علي سوى ان اعرض تجربتي اياً كانت بشفافية وانا واثق بأن احد القراء سوف يجد نفسه من خلال رواياتي.
وفي العام 2011م، أصدر الكاتب سعد بن محمد كتابه (قيل.. ورددت)، وهو عبارة عن حوارات تخيلية، ابتكرها هو شخصياً، ليكرس الفكر الفلسفي في كتبه، فجلب مقولات شهيرة للعديد من الكتاب على مر العصور، وناقشهم وحاورهم في مقولاتهم بوجهة نظر تختلف كثيراً عما سطرته كتاباتهم.
وبعد عام تقريباً من صدور (قيل.. ورددت)، حصد سعد بن محمد جائزة (معرض بيروت العربي الدولي للكتاب لأفضل كتاب إخراجاً) في معرض بيروت للكتاب 2012م .
ولأن العام 2012م، يعتبر استثنائياً لسعد بن محمد، فقد أصدر كتابه الرابع (خلف الأنا ..)، وهي الرواية التي ما زال يتلقى الزخم والأصداء حولها.
برصيده 4 كتب هي: (أنا…) ، (أنا… مرة أخرى)، (قيل.. ورددت)، ورواية (خلف الأنا..!).
القصص القصيرة التي يتناولها سعد بن محمد في مؤلّفاته هي اشبه بفيلم لروبرت التمان والذين شاهدواShort Cuts او The Player للمخرج نفسه، يجدونه يتّبع الطريقة نفسها التي اعتمدها المؤلف في معالجة موضوعاته، فسعد ليس بواعظ، او بمنظّر، بل كل ما يقوم به هو عرض حادثة معيّنة بكل أمانة ويترك للقارىء حريّة الخيار والحكم على الموضوع.
اقتباسات : “إذا لاحظت انني وعلى رغم صعوبة موضوع التحدّث عن النفس البشرية التي هي اغرب من الخيال، لأن قصص الخيال هي مستمدة من النفس البشرية، اعتمد طريقة مبسّطة، واعالج موضوعاتي ضمن فصول قصيرة ولا اذكر اسماء الاشخاص او المواقع الجغرافية التي حصلت فيها الاحداث، وهذه الأحداث كما لاحظت في كتاب “خلف الأنا” هي مُرّة، وتشكل محرمات في بعض المجتمعات ولكنني تخطيت مخاوفي ونشرتها وتجدر الاشارة ان الكتاب تمّ نشره في السعودية”.
يضيف:
“اعتقد اننا لسنا طيّبين بما فيه الكفاية لكي نبلغ ارقى مستويات النفس البشرية، ولكننا نرفض مواجهة الأخطاء، نراها ولكن نرفض مواجهتها لأنه وكما يقول المثل الشعبي: “اريَح راس”.
“الكتابة فعل خيانة للكاتب وعندما يكتب المؤلّف حول موضوع معين يكون مئة في المئة في مزاج معين مركّزاً كل احاسيسه وطاقته حول فكرة معيّنة،
ويهدف من خلال ذلك إيصال فكرة معينة، ويأتي القارىء في وقت لاحق وفي مزاج مختلف ويقرأ القصة في الصباح الباكر مثلاً وهو يشرب قهوته وفي إمكانه ان يتخطّى او يهمل أحاسيس معينة اراد الكاتب التعبير عنها،
لذلك اعرض كتاباتي بطريقة محايدة وغير متطرّفة، فإذا أتت الخيانة المحبّبة وغير المقصودة من قبل القارىء تحدث بأقل كلفة معنوية فيما يتعلّق بالأمانة للنص.
شارك في معرض “UNstitched” للفن التشكيلي المعاصر في مدينة الرياض، حيث افتتحت المعرض الأميرة أميرة الطويل، ورجل الأعمال لؤي نسيم.