من القيم الإنسانية النبيلة : المسؤولية .
المرء مسؤول مسؤولية كاملة عن طبيعته واختياراته.
المسؤولية هي قدرتنا على الاستجابة للظروف واختيار المواقف والأفعال التي ترسم شكل حياتنا .
من السهل أن نتفادى مسؤولياتنا، ولكن لن نستطيع أن نتفادى النتائج المترتبة على ذلك.
إذا كنت لا تستطيع أخذ زمام تلك المسؤولية فسيأخذها أحد ما بالنيابة عنك .
لا أحد يجعل حيـاته ( أو حياتها ) أفضل من خلال تجنب تحمل المسؤولية.
إن فوائد تقبل تحمل المسؤوليـة تـفـوق بكـثـيـر المزايا قصيرة الأمـد لرفض تحملها .
من هذه الفوائد :
_ التحكّم والسيطرة:
يستطيع من يتحمّل مسؤولية حياته وقراراته أن يكون القائد الأول لحياته، ويستطيع التحكّم والسيطرة على الأحداث، واتّخاذ القرارات التي تخصّه دون تدخّل من أحد.
_ الثقة بالنفس واحترام الذات:
عندما يصبح الشخص مسؤولاً عن حياته وخياراته يدفعه ذلك لأن يكون واثقاً من نفسه أكثر، وتزيد قدرته على رسم مسار حياته بنفسه وشعوره بامتلاك مصيره؛ وهو شعور رائع يعطي قوة للإنسان.
_ التوقف عن الخوف:
بمجرد اكتساب الشخص المزيد من الثقة تتقلص الأفكار السلبية لديه، ويتوقف عن الشعور المستمر بالخوف، سواء كان الأمر خوفاً من الرفض، أم من الفشل، أم من حكم الآخرين عليه.
عندما يتحمل المرء المسؤولية الكاملة عن حياته يصبح حراً تماماً، فيتمكن من إتخاذ القرارات في حياته والقيام بالأمور التي يرغب بها…. أو عدم القيام بما لا يحبه…..وسيتعلم من أخطائه… ويتحمل عواقب أفعاله….
تتطلب المسؤولية في بعض الأحيان أن نفعل أشياء غير سارة.
أو حتى مخيفة.
إنها تتطلب منا أن نحمل أعباءنا ، وأن نعد ونضع أهدافاً ، ونمارس الانضباط لتحقيق تطلعاتنا.
فـوائد تقبل تحمل المسؤوليـة تـفـوق بكـثـيـر المزايا قصيرة الأمـد لرفض تحملها .
إذا كنت تريد المزيد من السيطرة على حـيـاتك وسعادتك وامتيازاتك وتريد قوة حرية واستقلالية ، كل ما عليك فعله هو أن تكون متحملا للمسؤولية .
وللمسؤولية أنواع متعددة أهمها :
_ المسؤولية الدينية : وهي التزام المرء بأوامر الله ونواهيه ، وقبوله في حال المخالفة لعقوبتها ومصدرها الدين .
_ المسؤولية الاجتماعية: وهي التزام المرء بقوانين المجتمع ونظمه وتقاليده.
_ المسؤولية الأخلاقية: وهي حالة تمنح المرء القدرة على تحمل تبعات أعماله وآثارها، ومصدرها الضمير.
وكل مسؤوليةٍ قبلناها ، وارتضينا الالتزام بها فهي مسؤولية أخلاقية.
المسؤولية الشخصية في الإسلام
لا أحد يجعل حيـاته ( أو حياتها ) أفضل من خلال تجنب تحمل المسؤولية
وقال جل و علا : { وكُلَّ إِنسانٍ أْلزمناه طَآئِره فِي عنقِهِ ونخرِج له يوم الْقِيامةِ كِتابا يلْقَاه منشورا * اقْرأْ كَتابك كَفَى بِنفْسِك الْيوم علَيك حسِيبا * من اهتدى فإِنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } .
في النهاية لا يعتمد الأشخاص متحملو المسؤولية على أنفسهم فقط ، بل يظهرون للآخرين بأنه يمكن الاعتماد عليهم.