إيليا أبو ماضي

إيليا أبو ماضي

إيليا أبو ماضي شاعر لبناني معاصر من شعراء المهجر في الولايات المتحدة الأمريكية لقب بشاعر الحب ،و الامل ،والتفاؤل…يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين .

تنوع شعره بين النزعة الفلسفية التأملية، والموضوعات الوطنية .

ولد إيليا أبو ماضي في قرية “المحيدثة” من قرى لبنان سنة 1891 وفي احدى مدارسها الصغيرة درس ثم غادرها في سن الحادية عشرة إلى الاسكندرية ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحد أعضاء الرابطة القلمية البارزين .

سافر إلى الاسكندرية سنة 1900 .

ظل يعمل بمصر في التجارة وكان في أوقات فراغه ينظم الشعر و ينشره في الصحف المصرية حتى أكتملت لديه مجموعة من القصائد جمعها في ديوان طبعه في مدينة الاسكندرية و سماه “تذكار الماضي”

في سنة 1911 قرر مغادرة مصر متجها إلى الولايات المتحدة،استقر بمدينة سينسيناتي بضع أعوم ثم انتقل إلى نويورك سنة 1916م و أشتغل بالصحافة فأنشأ في 1929 مجلتا سماها السمير أصبحت جريدة يومية .

تميزت أشعاره بالرقة والعذوبة والحنين إلى الوطن ووصف الطبيعه.

تعرف إلى عظماء القلم في المهجر، فأسس مع

رفاقه الأدباء العرب المهجرين

وميخائيل نعيمة الرابطة القلمية، التي كانت أبرز مقومات الأدب العربي الحديث، وتعتبر هذه الرابطة أهم العوامل التي ساعدت أبي ماضي على نشر فلسفته الشعرية.

و الرابطة القلمية كان لها الفضل في نشر مذهبهم الأدبي.

في 15 أبريل 1919، قام إيليا أبو ماضي بإصدار أهم مجلة عربية في المهجر، وهي”مجلة السمير” التي تبنت الأقلام المغتربة، وقدمت الشعر الحديث على صفحاتها، واشترك في إصدارها معظم شعراء المهجر لا سيما أدباء المهجر الأمريكي الشمالي، وقام بتحويلها عام 1936 إلى جريدة يومية. امتازت بنبضها العروبي. لم تتوقف “السمير” عن الصدور حتى فارق الشاعر الحياة بنوبة قلبية في 13 نوفمبر 1957.

خلف أبو ماضي تراثا شعريا جيدا بدأ بنشره في الصحف المصرية ثم تابع انتاجه في أمريكا وقد ظهرت دواوينه على النحو التالي:

– ديوان تذكار الماضي نشره بالأسكندرية عام 1911م

– ديوان ايليا أبو ماضي طبع في نويورك عام 1918م

– الجداول صدر في نويورك عام 1927م

– الخمائل صدر في نويورك عام 1940م و طبع بالمشرق العربي عدة مرات

– مجموعة من القصائد متناثرة في بعض الصحف و خاصة صحيفة “العصبة”

– تميزت اشعارة بالرقة والعذوبة والحنين إلى الوطن ووصف الطبيعه.

قالت عنه فدوى طوقان :

إنني أرفع أبو ماضي إلى القمة ولا أفضّل عليه شاعراً عربياً آخر لا في القديم ولا في الحديث. فالشعر العربي لم يعرف له من نظير .

أهم الأعمال :

تفرغ إيليا أبو ماضي للأدب والصحافة، وأصدر عدة دواوين رسمت اتجاهه الفلسفي والفكري أهمها:

“تذكار الماضي” (الإسكندرية 1911): تناول موضوعات مختلفة أبرزها الظلم، عرض فيها بالشعر الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم، مهاجماً الطغيان العثماني ضد بلاده.

“إيليا أبو ماضي” (نيويورك 1918): كتب مقدمته جبران خليل جبران، جمع فيه إيليا الحب، والتأمل والفلسفة، وموضوعات اجتماعية وقضايا وطنية كل ذلك في إطار رومانسي حالم أحياناً وثائر عنيف أحياناً أخرى، يكرر شاعرنا فيه تغنيه بجمال الطبيعة.

“الجداول” (نيويورك 1927): كتب مقدمته ميخائيل نعيمة.

“الخمائل” (نيويورك 1940): من أكثر دواوين أبي ماضي شهرةً ونجاحاً، فيه اكتمال نضوج ايليا أدبياً، جعله شعر التناقضات، ففيه الجسد والروح، والثورة وطلب السلام، والاعتراف بالواقع ورسم الخيال.

“تبر وتراب”

“الغابة المفقودة”

أهم العوامل المؤثرة في شعر أبي ماضي

أحاطته الطبيعة في طفولته، وكانت قرية المحيدثة تحاصر إيليا أبو ماضي بأشكال الجمال الأخضر والجداول المغردة للجمال، فتعلم حب الطبيعة وتعلق بمناجاتها.

الفقر، فنشأته في قسوة الفقر، جعلت منه رسولاً للفقراء، فكتب دوماً عن المساواة الاجتماعية، فكلنا من تراب، لا غني ولا فقير.

الهجرة، والاغتراب :

من التشرد في الغربة تعلم الوفاء للوطن، فأغزر في الشوق اليه والعناية بطيفه الباق في قلبه.

الاختلاط بالنخب :

ففي المهجر، كان أبي ماضي منغمساً في علاقته برواد النهضة العربية وقادة الفكر التحرري الأدبي، فاستفاد منهم، وبنى منهجه الشعري وأسلوبه الأدبي.

في دراسة شعره يسميه النقاد:

شاعر الأمل والتفاؤل (قال السماء كئيبةً وتجهمَ، قلت ابتسم يكفي التجهم في السما، قال الصبا ولّى فقلت له ابتسم، لن يرجع الأسف الصبا المتصرّما)كان الجمال حاضراً في أغلب أعمال أبي ماضي، وامتاز بعشقه للطبيعة (يا ليتني لصٌ لأسرق في الضحى، سرَّ اللطافة في النسيم الساري، وأَجسَّ مؤتلق الجمالِ بأصبعي، في زرقة الأفقِ الجميلِ العاري) وجعله قريناً بكل شيء، ويوصف بأنه كان يحمل روح الشرق في المهجر، حمل هم أمته، فكتب لمصر عندما هددها الطغيان: (خَلِّني أستصرخُ القومَ النياما، أنا لا أرضى لمصرٍ أن تُضاما، لا تلُم في نصرة الحقِ فتىً، هاجه العابثُ بالحق فلاما).

كما لم ينس أوجاع الفقراء فكتب لهم كثيراً وجعلهم من ثوابت قلمه المبدع

(وإن هم لم يقتلوا الأشقياء، فيا ليت شعريَ من يقتلونْ، ولا يحزننكمُ موتُهمْ، فإنهمُ للردى يولدونْ، وقولوا كذا قد أراد الإله، وإن قدر الله شيئا يكونْ).

أما الوطن، فلم يغب، فكان لبنان محور يوميات ايليا أبو ماضي، (اثنان أعيا الدهر أن يبليهما، لبنان والأمل الذي لذويه) وأجاد مع الحرب العالمية في ترجمة الحنين إلى العائلة والأرض شعراً: (يا جارتي كان لي أهلٌ وإخوان، فبتت الحرب ما بيني وبينهم، كما تقطع أمراس وخيطان، فاليوم كل الذي فيه مهجتي ألم، وكل ما حولهم بؤس وأحزان، وكان لي أمل إذا كان لي وطن)

نصل إلى الحب، كانت تجارب أبي ماضي قاسية عاطفياً، ولكنه احتفظ بالأمل الذي لم يفارق كتاباته، فكان يخرج دوماً حالماً مبرراً القسوة والانكسار جاعلاً منه قلعة تفاؤل وتمسك بالحب، رغم أنه لم ينف الحزن في قلبه، الا انه ميزه عن اليأس .

فلسفته :

إيليا أبو ماضي، هو الشاعر الفيلسوف، كان له رؤية فلسفية لكل شيء، فله في الموت فلسفة ، وفي الكون والوجود، وفي السياسة

وفي المجتمع وفي الحب،

آمن أن الإنسان خالد وأن الموت ليس آخر المطاف، بل تكملة للمسيرة .