الطاهر بن جلون

الطاهر بن جلون

الطاهر بن جلون … كاتب فرنسي من أصول مغربية ،ينتمي إلى الجيل الثاني من الكتاب المغاربة الذين يكتبون باللغة الفرنسية، له إصدارات كثيرة في الشعر والرواية والقصة ، صحافي تنوعت كتاباته و توزعت ما بين مجالات الشعر، و القصة، و الرواية ،و المقالة ، يحب الرسم ، تميزت أعماله بالطابع الفولكلوري العجائبي.

يعتبر من كبار كتاب الأدب الفرنسي ، يعبر عن هويته العربية باللغة الفرنسية.

حاصل على جائزة غونكور الفرنسية عن رواية «ليلة القدر».

ولد الطاهر بن جلون في مدينة فاس المغربية عام (1944م)، وانتقل مع أسرته إلى مدينة طنجة عام (1955م)، وقد كان لها أبلغ التأثير فيه، فالطبيعة والبيئة والظروف السياسية، التي مرت بها هذه المنطقة، جعلته يتجه إلى دراسة الفلسفة ، سواء في المغرب أو في باريس بعد ذلك،

حيث التحق في طنجة بمدرسة فرنسية، ودرس الفلسفة في مدينة الرباط حتى عام (1971م)، ولما أعلنت الحكومة المغربية عزمها على تعريب تعليم الفلسفة، هاجر في مطلع السبعينيات من القرن الماضي إلى فرنسا، وهو يحمل طموحاً كبيراً ، فحصل من هناك على شهادة الدكتوراه في علم النفس.

مسيرته

بدأ مسيرته في الكتابة بعد فترة من وصوله إلى باريس، فاتجه إلى كتابة الشعر، وعمل كاتباً في صحيفة (لوموند)،
وفي عام (1974م) جذب الانتباه من خلال تقرير مفصل نشر على الصفحة الأولى من جريدة (لوموند) الفرنسية، الذائعة الصيت عن رحلة الحج التي قام بها إلى الأراضي المقدسة .
وبدأ ينشر أعماله من الشعر والرواية.

تعلم الطاهر بن جلون اللغة الفرنسية في الوقت الذي تعلم فيه العربية، ومع مرور الوقت صار تحدياً، فشعر بأنه استولى على لغة الأجنبي المستعمر، الذي كان يستعمر بلاده، قائلاً: (إن الفرنسية التي نكتب بها نحن المغاربة، فرنسية تختلف قطعاً عن فرنسية ميشال تورنييه، ولي كلوزيو، لغتنا الفرنسية (مسكونة) بذاكرة عربية، وباستحياء عربي .لغة أدخلناها في متاهة دواخلنا، وفي ثنايا لا وعينا، بمعنى من المعاني بتنا نحن الذين نستضيف هذه اللغة، لا هي التي تستضيفنا، وذلك لأننا ندخلها في عالم وفي خيال لم يكن بوسعها أبداً أن تصل إليهما من دوننا، نحن نعبر بها، وهي تتبدل، وتتطور، بل وربما تستعيد لنا شبابها)

ويقول أيضاً: (الكتاب الذين ليسوا بفرنسيين ويكتبون بالفرنسية يدخلون بشيء جديد من ثقافتهم، ويضيفونه إلى التجربة التي هم بصددها، وهذا هو الذي خلق خصوصية للأدب العربي بالفرنسية).

تابع القول :

نريد لأنفسنا أن نكون حديثين ومخلصين وملتزمين، أي أن نكون شهوداً على عصرنا، قريبين، خاصة، من هموم شعبنا، لذلك لكي نبرز أنفسنا، رحنا ننصب خيمتنا في المقابر، التي كان علينا أن نتوجه إليها بشعرنا وكتاباتنا..

أنا لم أشك لحظة في حياتي في صدق هويتي العربية، حتى ولو كنت أعبر عن هذه الهوية بلغة أجنبية).

في مجمل الخطاب الروائي، يعمل الطاهر بن جلون في النظام السردي، على محورة أحداث الرواية في نقطة واحدة (نقطة مركزية) تشكل حبكة الرواية بمفهومها الكلاسيكي.

ورواية
” الليلة المقدسة”

أو كما يسميها البعض “ليلة القدر” للأديب المغربي الطاهر بن جلون، إنها قصة فتاة أُلبست قناع الذكورة منذ ولادتها، لكونها وُلدت لأب أحس في نفسه أنه ناقص الرجولة ؛ لأنه رُزق البنات ولم يُرزق الذكور ، وكان مجيء طفل ذكر بمقدوره أن يمنحه الفرحة والحياة .ظلت تمثل هذا الدور حتى بلغت العشرين من العمر
توفي والدها ليلة القدر و قبل وفاته أفضى لها قبل خروج الروح ليعتقها من سجن الذكورة و ليهب لها حريتها التي بدأت بعد دفنه ، عاشت ظروف مختلفة و تعرضت لمحن ثم اعتزلن الواقع لتعيش الحلم .

بدأ الكتابة شعرا مع مجموعة أنفاس بالمغرب ثم انتقل إلى الرواية والقصة، فصدرت له العديد من الأعمال الأدبية منذ السبعينات منها روايات: حرودة عن دار دونويل سنة 1973، وواية موحى الأحمق، موحى العاقل عن دار لوسوي سنة 1981، وصلاة الغائب عن دار لوسوي سنة 1981، وطفل الرمال عن دار لوسوي سنة 1985، وليلة القدر عن دار لوسوي سنة 1987، وهي الرواية التي حصل من خلالها على جائزة الكونكور الفرنسية في نفس السنة.

كما أصدر مجموعة من النصوص القصصية والدواوين الشعرية والأنطلوجيات منها: ذاكرة المستقبل وهي انطلوجيا حول القصيدة الجديدة بالمغرب عام 1976، ديوان في غياب الذاكرة عام 1980، والمجموعة القصصية الحب الأول هو دائما الأخير عام 1995. من أعماله الأخيرة رواية «ليلة الخطأ» 1997، رواية مأوى الفقراء 1999، ورواية تلك العتمة الباهرة

أهم أعماله

أقصى درجات العزلة.
طفل الرمال .
ليلة القدر 1987 (حصل عنها على جائزة غونكور ).
يوم صامت في طنجة.
ليلة الغلطة. .
نزل المساكين.
صلاة الغائب. .
تلك العتمة الباهرة
أن ترحل .
«ليلتئم الجرح»
السعادة الزوجية.
حين تترنح ذاكرة أمي.
الشرارة:
الاستئصال.
عشر ليال وراو
الإرهاب كما نشرحه لأولادنا
زواج المتعة.
عينان منكسرتان.
حرودة
العقاب

و بالنسبة للرسم يتعامل الطاهر بن جلون مع الريشة بمهارة عالية ودقة في اختيار الألوان ومنحها المكان المناسب على اللوحة، بتقنيات وأساليب مختلفة تجعل الناقد الجمالي يحار في وصفها وتصنيفها وفق مدرسة أو منهج جمالي معين.

يمزج كثافة الألوان وحركية الريشة لخلق عوالم بصرية تراوح بين التجريد والتشخيص بذكاء فنان يحرك الفرشاة ليصنع ظلاله وتراكيبه مشكلاً سيمفونية متناغمة وتدفقات تأخذ المتلقي إلى فضاءات الجمال والدهشة .

يرفض بيع أعماله التشكيلية لأنها موجهة لكل الناس ولعشاق أدبه وتعرض على مدار العام في كثير من الدول والمعارض والأروقة ذائعة الصيت في العالم.

الجوائز :

حاصل على جائزة غونكور الفرنسية عن رواية «ليلة القدر».وكان سابع أديب غير فرنسي ، يحصل على تلك الجائزة الأدبية ، و هذه الجائزة الرفيعة تعتبر أعلى تقدير أدبي يحصل الأدباء في فرنسا